الوقاية من جفاف العين dry eye syndrome
الوقاية من جفاف العين dry eye syndrom
السلام عليكم و مرحبا بكم من جديد في مدونتي .
الموضوع الذي أود الحديث عنه اليوم هو جفاف العين ، و كيفية الوقاية منه بطرق بسيطة ، و سهلة بإذن الله تعالى ..
أولا أحب أن أذكر أنني طبيبة أسنان ، و لست طبيبة عيون ، ومع ذلك فمعلوماتي عن الموضوع بحثتت عنها بدقة ، و عناية ، و ما سأشاركه اليوم هو تقريبا ما أطبقه ، أو ما أحاول تطبيقه في حياتي الشخصية للمحافظة على عيوني من الجفاف ؛ فالعين عضو حساس ، و نعمة كبيرة من الله و لا يجب أن نهملها ، أو نتعامل معها بلا مبالاة .
كيف بدأت الحكاية ، و منذ متى صرت أهتم بالموضوع ؟
بدأت منذ وقت ليس بعيد عندما أصيب والدي العزيز _حفظه الله _ بجفاف العين .
قبلها لم أكن قد سمعت عن هذا العارض من قبل .
ظهر إحمرار مفاجئ في إحدى عينيه ، و كأنه بقعة من الدم القاني تسبح داخل بياض عينه الذهبية الجميلة .
خفنا عليه كثيرا ، و شجعناه أن يذهب للطبيب بأسرع وقت دونما تردد ، فهذا أمر لا يحتمل التأجيل .
صدقا دارت في ذهني سيناريوهات كثيرة ، أغلبها ليس جيدا ، و لا أريد حتى أن أفكر فيها .
و لكن سرعان ما عاد أبي من العيادة ، و أخبرنا أن الطبيبة قالت أنه مصاب بجفاف العين ، و أن وعاءً دمويا سطحياً قد انفجر نتيجة لذلك ، و هذا هو سبب بقعة الدم ، و كتبت له مجموعة من الأدوية باهضة الثمن ، و قطرات لترطيب العين ، و ربما بعض النصائح ، و الإرشادات ، و طمئنته أن البقعة الدموية ستختفي بعد عدة أيام ، و لا داعي للقلق بشأنها ، هكذا أخبرنا أبي بعد عودته ، بينما كنا جميعا ملتفين حوله خوفا على حالته الصحية .
جفاف في العين !!
هكذا قالت أمي الحبيبة بقلق ثم أسرعت بردة فعل فطرية جميلة ، و سكبت لأبي كأسا مليئا بالماء ، و أخبرته أنه لابد أن يشرب الكثير من الماء طالما لديه جفاف .
و ربما هذا هو ما يفكر به أغلبنا عند سماع كلمة الجفاف .
بعض من الماء سيكون كفيلا بحل المشكلة ، أليس كذلك ؟؟
لكنه بالنسبة لجفاف العين _للأسف_ ليس كافيا !
العين تترطب بواسطة غدة خلقها الله سبحانه ، سماها العلماء غدة الدموع ، أو
Lacrimal sack باللاتينية .
و هذه الغدة كفيلة أن تبقي العين رطبة ، و طرية .
و لكن ماذا يحدث إذا أصيبت هذه الغدة بعارض ما ، أو انسدت القناة الدمعية التي توصل الدموع ، و الترطيب للعين ؟
أو قل انتاج السائل المرطب للعين ، بسبب مرض ما ، أو بسبب التقدم في العمر ، أو بسبب إهمالنا و تعاملنا مع العيون بقسوة ، و لا مبالاة ؟
هنا يأتي دور الوقاية ، و قالوا قديما الوقاية خير من العلاج ، و قالوا أيضا درهم وقاية خير من قنطار علاج .
و الوقاية تأتي أيها الأحبة أولا بأخذ القرار من الداخل بتقدير هذه النعمة العظيمة ، و المحافظة عليها ، و هذا قد يدخل في باب شكر الله على نعمه ، إذا ما أسبقنا فيه هذه النية ..
إليكم بعض الخطوات السهلة ، للوقاية من جفاف العين :
_أخذ قسط كاف من النوم يوميا ، و تجنب السهر الكثير؛ لإنه يرهق العيون كثيرا .
_استخدام نظارات واقية من أشعة الكمبيوتر و الموبايل إن أمكن .. و إن لم يكن ذلك متاحا فعلى الأقل تعديل إضاءة الشاشة بحيث تكون مناسبة ، و متناسقة مع درجة إضاءة الغرفة ، فمثلا إذا كانت الغرفة مظلمة فلا يجب أن تكون إضاءة الشاشة ساطعة جدا ، لإن ذلك يؤذي العين كثيرا .
*شخصيا استخدم تطبيق eye Care عندما استخدم هاتفي ليلا ، و اضبط إعداداته بحيث تناسب درجة الإضاءة عندي ، بالشكل الذي يريح عيوني تماما ..
استخدمت على مر الأيام ، بل و الأعوام تطبيقات عديدة لحماية العين ، و كلها مجانية تماما، و أنصح بها جدا .
_ إعطاء العين راحة قصيرة ، و على مدى فترات كثيرة خلال النهار ، بإغلاقها تماما ، و يمكن أيضا النظر بعيدا لجسم ، أو شئ بعيد عن الكتاب ، أو شاشة التلفاز ، أو الهاتف أو غيرها من الأجهزة التي نركز عليها بمسافة نظر قريبة .
_ رياضة العين ، بتحريك بؤبؤ العين (سواد العين) يمينا و يسارا ، و فوق و تحت ، بحركات دائرية ، بطيئة عدة مرات خلال اليوم .
_ الترميش ، نعم تلك الهبة الربانية التي منحها الله سبحانه و تعالى لنا بشكل طبيعي ، و لكننا بسبب التركيز على محتوى ما أمامنا نبقي عيوننا مفتوحة أطول من اللازم ؛ فتتعرض للجفاف ..
الترميش ، أو إغلاق رمش العيون ، و فتحهما يرطب العيون ، و يحميها من الجفاف .
_و أخيرا و ليس آخرا وضع قطرات من أي محلول (دمع اصطناعي ) بشكل دوري خاصة في الأيام التي نرهق فيها عيوننا بشكل كبير سواء بالقراءة ، أو الطباعة ، أو مشاهدة التلفاز ، أو غيرها من الأنشطة التي ترهق العين ، و كذلك في أيام السفر ؛ لإن هواء الطائرات مباشر و يسبب جفافا سطحيا للعين ، و أيضا إذا كانت البيئة حولكم جافة جدا ، أو تستخدمون المروحة ، أو جهاز التكييف بشكل مستمر ، هنا يستحسن ترطيب الجو بواسطة جهاز البخار الخاص ، و ترطيب العين خارجيا بالمحلول الطبي .
eye drop for prevention from dry eye syndrome |
تعليقات
إرسال تعليق