دمي فلسطيني

منذ أن عرفت الحياة نبض قلبي بحبها ..

كانت فلسطين و مازالت ، و ستبقى ما حيينا _بإذن الله _حديث البيوت ، و منابر الخطب ، و ساحات المدارس ، و الميادين ..

شاهدت عبر التلفاز ثورة الحجارة  ..

 رأيت أطفالا في مثل عمري _عندها_ يتحدون الدبابة ، و المدفع بالحجارة ..

حفظت عن ظهر قلب و دندنت كثيرا أغاني فلسطين من أول وين الملايين ، و حتى أنا دمي فلسطيني ..

أحببت ترابها المضمخ بدماء الشهداء الطاهرة ، و سمائها التي تزف أرواحهم إلى الجنة ..

لم أتذوق زيتونها ، و لا تينها ،  و لا رمانها ، و لكنني أكاد أقسم أنه الأجود على وجه الأرض ، لأن شعبها صان ترابها ، و مات دونها ، فما كانت لتبخل هي بأروع ما لديها ..

أحب نسائها القويات ، الصامدات ، الأمهات ، المؤمنات ، و رجالها الشجعان ، الأقوياء ، الأبطال ، الصناديد ، شهيدا  يزف شهيد ..

 أحب شيوخها ، و أطفالها ، و سهولها ، و جبالها ..

عندما أسمع كلام فلسطيني ، رجلا كان أم امرأة ، طفلا كان أم شيخا ، أدرك تماما أنهم مختلفون تماما عن الجميع ، و أنه على قدر العزم تأتي العزائم ، و أن الله أختارهم ، و هو أعلم بإيمانهم ..

لم أرى في حياتي صبرا كصبرهم ، و لا عزما كعزمهم ، و لم أرى  أناسا يحبون  الشهادة أكثر مما يحبون  الحياة مثلهم ..

يا فلسطين يا طاهرة يا مهبط الرسالات  ، يا بيت المقدس يا أولى القبلتين ، و مسرى الرسول صلى الله عليه و سلم ، يا غزة العزة ، و الشرف ، و المقاومة ..

إني أحبك أكثر من بلدي  ، و إني تمنيت لو أنك من دون الأوطان وطني ، و إن فتحوا قلبي لوجدوا فيه اسمك  مرسوما داخل شراييني ..

و أعرف أن هذا لا يكفي ، و أن كلماتي تبدو صغيرة جدا أمامك ، و أنا خجلة من نفسي ، و منك ، و ما بيدي حيلة سوى الدعاء لك ..